الحديث الأول:
عن أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ:عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه قالَ: « طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ » رواه ابن ماجه ( 224 ).و صححه الألباني (2) ابن ماجة (224) وفيه قال السيوطي: سئل الشيخ النووي عنه فقال: إنه ضعيف سندا، وإن كان صحيحا معنى. وقال المزي: روي من طرق تبلغ الحسن وهو كما قال: فإني رأيت له خمسين طريقا جمعتها. وللحديث شاهد عند ابن شاهين، وقد روى أيضا بسند رجاله ثقات عن أنس- رضي اللّه عنه-، وانظر مجمع الزوائد (1/ 119، 120، وكشف الخفا (2/ 43، 44 (1665).
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة يقول: هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ » الترمذي (2322) وقال: حسن غريب. وابن ماجة (4112).قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ: 2322 و حسنه الألباني .
الحديث الثالث:
عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قَبِلَتِ الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب[1] أمسكت الماء فنفع اللّه بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان [2] لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين اللّه ونفعه ما بعثني اللّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى اللّه الّذي أرسلت به. قال أبو عبد اللّه: قال إسحاق: وكان منها طائفة قيّلت «5» الماء قاع يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي من الأرض»)(6) البخاري- الفتح 1 (79) واللفظ له ومسلم (2282).
الحديت الرابع:
عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِى مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّى جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ. قَالَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » ".
رواه الترمذي (2682) واللفظ له وعزاه في التحفة لأحمد (2/ 252، 325) من حديث أبي هريرة، والدارمي (3/ 381) النسخة الهندية ، وأبو داود (3641). وذكره الألباني في صحيح أبي داود: (2/ 694) برقم (096- 3) وقال: صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (8/ 6): إسناده حسن.
الحديث الخامس:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْنُوهُمْ قُلْتُ لِلْحَكَمِ مَا اقْنُوهُمْ قَالَ عَلِّمُوهُمْ » رواه ابن ماجه 247 و حسنه الألباني الصحيحة ( 280 ).
الحديث السادس:
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ )) رواه البخاري ( 71) و مسلم (2439) .
الحديث السابع:
عَنْ ابنِ مَسْعودِ رضيَ الله ُ عنهُ قال قالَ رسول اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلَمَ: « لا حَسَدَ إلاَّ في اثنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاه اللهُ مَالاً فسَلَّطَهُ عَلى هَلَكتِهِ في الحَقَّ ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقضِي بِها وَ يُعَلِمُّها » رواه البخاري ( 1409) و مسلم ( 1933).
الحديث الثامن:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثة: إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»رواه مسلم (1631).
الحديث التاسع:
(عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» أخرجه الحاكم (1/ 93) واللفظ له وقال الذهبي: (1/ 93) على شرطهما. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن.
الحديث العاشر:
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» رواه البخاري- الفتح 1 (100) واللفظ له. ومسلم (2673).
الحديث الحادي عشر:
عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر- أو كلمة نحوها-. وأحدّثكم حديثافاحفظوه. قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم للّه فيه حقّا. فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» الترمذي (2325) وقال: هذا حديث حسن صحيح (3021). وأصله في مسلم.
الحديث الثاني عشر:
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، دخل الخلاء فوضعت له وضوءا ، قال: «من وضع هذا؟». فأخبر. فقال: «اللّهمّ فقّهه في الدّين». وفي لفظ آخر، قال: ضمّني. وقال: «اللّهمّ علّمه الكتاب» رواه البخاري- الفتح 1 (143) والجزء الأخير في (75) واللفظ له. ومسلم (2477).
الحديث الثالث عشر:
عن سعيد بن جبير- رضي اللّه عنه- قال: قلت لابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: إنّ نوفا البكاليّ يزعم أنّ موسى- عليه السّلام- صاحب بني إسرائيل ليس هو صاحب الخضر عليه السّلام، فقال: كذب عدوّ اللّه، سمعت أبيّ بن كعب رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قام موسى عليه السّلام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل:
أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال فعتب اللّه عليه «4» إذ لم يردّ العلم إليه. فأوحى اللّه إليه أنّ عبدا من عبادي بمجمع البحرين «5» هو أعلم منك. قال موسى: أي ربّ كيف لي به؟ ... الحديث (4) البخاري- الفتح 6 (3401). ومسلم (2380) واللفظ له.
الحديث الثالث عشر:
(عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالخيف من منى فقال: «نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل للّه، والنّصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم» ابن ماجه (3056) واللفظ له، قال في الزوائد: هذا إسناد فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس وقد رواه بالعنعنة. والمتن على حاله صحيح. وسنن الترمذي رقم (2795).
الحديث الرابع عشر:
عن مالك بن الحويرث- رضي اللّه عنه- قال: أتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن شبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم ومروهم وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» رواه البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674).
الحديث الخامس عشر:
عن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- قال: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أتعلّم له كتاب يهود.
قال: « إنّي واللّه ما آمن يهود على كتاب ». قال: فما مرّ بي نصف شهر حتّى تعلّمته له. قال: « فلمّا تعلّمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم» أخرجه الترمذي (2715) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (3645). وقال الألباني في صحيح أبي داود (2/ 695): حسن صحيح.
الحديث السادس عشر:
عن العلاء بن خارجة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإنّ صلة الرّحم محبّة للأهل، مثراة للمال، ومنسأة للأجل» أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 152) واللفظ له. وقال: رواه الطبراني ورجاله قد وثقوا .. وخرجه البخاري في الأدب المفرد موقوفا على عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- انظر ملخص فضل اللّه الصمد (1/ 108، 109) برقمي (72، 73). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده لا بأس به (3/ 335). وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عند أحمد (2/ 374). والترمذي (1979) وقال: غريب. والحاكم (161) وصححه.
الحديث السابع عشر:
عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين. الرّجل تكون له الأمة فيعلّمها فيحسن تعليمها ويؤدّبها فيحسن تأديبها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الّذي كان مؤمنا ثمّ آمن بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فله أجران، والعبد الّذي يؤدّي حقّ اللّه وينصح لسيّده»رواهالبخاري- الفتح 6 (3011) واللفظ له. ومسلم (154).
الحديث الثامن عشر:
عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في الصّفّة. فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو كلّ يوم إلى بطحان [3] ، أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين [4] في غير إثم ، ولا قطع رحم ؟ » فقلنا: يا رسول اللّه نحبّ ذلك. قال:
«أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب اللّه- عزّ وجلّ- خير له من ناقتين. وثلاث خير له من ثلاث. وأربع خير له من أربع. ومنأعدادهنّ من الإبل»رواه مسلم (803).
الحديث التاسع عشر:
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: خسفت الشّمس في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ..الحديث وفيه: ثمّ قال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا اللّه، وكبّروا، وصلّوا، وتصدّقوا. ثمّ قال: يا أمّة محمّد، واللّه ما من أحد أغير من اللّه أن يزني عبدُه أو تزني أمتُه. يا أمّة محمّد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» رواه البخاري- الفتح 2 (1044) واللفظ له، ومسلم (901).
الحديث العشرون:
عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» رواه البخاري- الفتح 9 (5027).
الحديث الواحد والعشرون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع» رواه ابن ماجة (3843) واللفظ له، وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. مجمع الزوائد (10/ 182) وعزاه للطبراني في الأوسط. وذكره الألباني في الصحيحة (4/ 16) ح (1151) وعزاه لمصنف ابن أبي شيبة والمنتخب لعبد بن حميد والفاكهي وقال: إسناده حسن.
الحديث الثاني والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «سلوني». فهابوه أن يسألوه.
فجاء رجل فجلس عند ركبتيه. فقال: يا رسول اللّه، ما الإسلام؟ قال: «لا تشرك باللّه شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان «قال: صدقت. قال يا رسول اللّه، ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ولقائه ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كلّه». قال: صدقت. قال: يا رسول اللّه، ما الإحسان؟. قال: «أن تخشى اللّه كأنّك تراه. فإنّك إن لا تكن تراه فإنّه يراك». قال: صدقت. قال: يا رسول اللّه، متى تقوم السّاعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السّائل، وسأحدّثك عن أشراطها. إذا رأيت المرأة تلد ربّها فذاك من أشراطها. وإذا رأيت الحفاة العراة الصّمّ البكم «5» [5]ملوك الأرض فذاك من أشراطها. وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس من الغيب لا يعلمهنّ إلّا اللّه». ثمّ قرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان/ 43). قال: ثمّ قام الرّجل. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ردّوه عليّ». فالتمس فلم يجدوه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا جبريل أراد أن تعلّموا إذ لم تسألوا» رواه البخاري- الفتح 1 (50). ومسلم (10) واللفظ له.
الحديث الثالث والعشرون:
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: صنع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا ترخّص فيه وتنزّه عنه قوم، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّقال: «ما بال أقوام يتنزّهون عن الشّيء أصنعه؟ فو اللّه إنّي أعلمهم باللّه وأشدّهم له خشية» البخاري- الفتح 13 (7301) واللفظ له. ومسلم (2356).
الحديث الرابع والعشرون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «العلم علمان: علم في القلب، فذاك العلم النّافع، وعلم على اللّسان، فذاك حجّة اللّه على ابن آدم» أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 103) واللفظ له، وقال: رواه الخطيب في تاريخه بإسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح، وانظره فيه (1/ 190/ 191)، وقد حسنه السيوطى في الجامع الصغير رقم (5717). وقال المناوي: قال المنذري: إسناده صحيح، وقال العراقي: جيد، وإعلال ابن الجوزي له وهم، وقال السمهودي: إسناده حسن، ورواه أبو نعيم والديلمي عن أنس- رضي اللّه عنه- مرفوعا، فيض القدير (4/ 39).
الحديث الخامس والعشرون:
عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم، ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا، حلال [6] ، وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم[7] . وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجْتَالتهم [8] عن دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا. وإنّ اللّه نظر إلى أهل الأرض فمقتهم [9]، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب [10]. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك . وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء [11]، تقرؤه نائما ويقظان...الحديث ... رواه مسلم (2865).
الحديث السادس والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللّهمّ انفعني بما علّمتني، وعلّمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد للّه على كلّ حال» رواه الترمذي (3599) واللفظ له، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجه (المقدمه 251، 3833 الدعاء وله شاهد من حديث أنس- رضي اللّه عنه- في الحاكم (1879، 1/ 510) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وهو كما قالا. وله طريق أخرى رواها الطبراني في الأوسط من رواية سهيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفه، كذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 181).
الحديث السابع والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع » النسائي (8/ 284) وقال الألباني في صحيحه: صحيح (3/ 1113)، (5053). وابن ماجة (250) واللفظ له.
الحديث الثامن والعشرون:
عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: لو استخلفت معاذ بن جبل- رضي اللّه تعالى عنه- فسألني عنه ربّي عزّ وجلّ، ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيّك صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: « إنّ العلماء إذا حضروا ربّهم- عزّ وجلّ- كان معاذ بين أيديهم رتوة [12] بحجر» أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 228). واللفظ له. وابن سعد في الطبقات (2/ 248، 3/ 590). وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 82) حديث (1091) وذكر له طرقا عديدة ثم قال: وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا شك، ولا يرتاب في ذلك من له معرفة بهذا العلم الشريف.
الحديث التاسع والعشرون:
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أصاب أحدا قطّ همّ ولا حزن فقال: اللّهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك: ماض فيّ حكمك، عدل فيّقضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك. أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي. إ أذهب اللّه همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا.
قال: فقيل: يا رسول اللّه، ألا نتعلّمها؟ فقال: «بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها»رواه أحمد في المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر (5/ 3712 و(6/ 4318) واللفظ له، وقال: إسناده صحيح. وذكره الألباني في صحيح الكلم الطيب (74) حديث (123) وقال: صحيح. ورواه ابن حبان رقم (972).
الحديث الثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من تعلّم علما ممّا يبتغى به وجهاللّه- عزّ وجلّ- لا يتعلّمه إلّا ليصيب به عرضا من الدّنيا لم يجد عرف الجنّة [13] يوم القيامة » رواه أبو داود (3664) واللفظ له والترمذي (2655) وقال: حسن غريب. وذكر المنذري، المختصر (5/ 255)- يعني لأبي داود. وأحمد (2/ 338) رقم (8238) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (16/ 193). والحاكم (1/ 85) وقال: صحيح سنده، ثقات رواته، على شرطهما ووافقه الذهبي. واقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي وقال الألباني: صحيح رقم (102).
الحديث الواحد والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يقول: «من جاء مسجدي هذا، لم يأته إلّا لخير يتعلّمه أو يعلّمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل اللّه، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرّجل ينظر إلى متاع غيره» أخرجه ابن ماجة (227) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده صحيح على شرط مسلم. وذكره الألباني في صحيح الجامع (3/ 278) رقم (6060) وقال: صحيح.
الحديث الثاني والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سئل عن علم ثمّ كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» رواه الترمذي (2649) واللفظ له، وقال: حديث حسن. وقال في التحفة: أخرجه أحمد (1/ 101) وأبو داود والنسائي، والحاكم (2/ 344، 353) وقال: صحيح وذكره في المشكاة وقال الألباني: صحيح (1/ 77). وأبو داود (3658). وابن ماجة (261). وقال الخطابي: هو في العلم الضروري. كما لو قال: علمني الإسلام والصلاة. وقد حضر وقتها وهو لا يحسنها في نوافل العلم.
الحديث الثالث والثلاثون:
عن عثمان بن عفّان- رضي اللّهعنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلّا اللّه دخل الجنّة» رواه مسلم (26).
الحديث الرابع والثلاثون:
عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أباذرّ، لأن تغدو فتعلّم[14] آية من كتاب اللّه خير لك من أن تصلّي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلّم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلّي ألف ركعة» أخرجه ابن ماجة (219). واللفظ له، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده حسن (981).
الحديث الخامس والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس اللّه عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسّر على معسر يسّر اللّه عليه في الدّنيا والآخرة. ومن ستر مسلما ستره اللّه في الدّنيا والآخرة.
واللّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل اللّه له به طريقا إلى الجنّة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه، يتلون كتاب اللّه، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة، وذكرهم اللّه فيمن عنده. ومن بطّأ به عمله، لم يسرع به نسبه» رواه مسلم (2699).
الحديث السادس والثلاثون:
عن أنس- رضي اللّه عنه- قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «منهومان لا يشبعان، منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع» رواه الحاكم (1/ 92) واللفظ له، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم أجد له علة ووافقه الذهبي .. والحديث في المشكاة (1/ 86) وفيه قال الألباني: هو عند ابن عدي وابن عساكر وهو صحيح.
الحديث السابع والثلاثون:
عن زيد بن أرقم- رضي اللّه عنه- قال: لا أقول لكم إلّا كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول، كان يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومنقلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» مسلم (2722).
الحديث الثامن والثلاثون:
عن أبي برزة الأسلميّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟»رواه الترمذي (2417)، وصححه الألباني.
الحديث التاسع والثلاثون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنّار النّار» رواه ابن ماجة (254) واللفظ له وفي الزوائد: ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم مرفوعا وموقوفا. وهو عند الحاكم (1/ 86) وقال الحاكم والذهبي والرفع أصح.
الحديث الأربعون:
عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهم- قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» أخرجه البزار (1/ 86) حديث (143). وهو في المشكاة (1/ 82) حديث (248) وقال: رواه البيهقي. وقال الشيخ ناصر في تخريجه: رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي ونقل هناك تصحيح الإمام أحمد للحديث.
________________________________________
[1] - أجادب: هي الأرض التي لا تنبت كلأ. وهي جمع جدب على غير قياس. كما قالوا في حسن جمعه محاسن والقياس أن محاسن جمع محسن.
[2] - قيعان: جمع القاع. وهو الأرض المستوية، وقيل: التي لا نبات فيها. وهو المراد هنا.
[3] - بطحان: اسم موضع بقرب المدينة قديما، والآن شرق مسجد قباء داخل المدينة.، و العقيق: واد بالمدينة.
[4] - كوماوين: الكوماء من الإبل العظيمة السنام.
[5] - (5) الصم البكم: المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع، أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه وكأنهم عدموها.
[6] - كل مال نحلته عبدا حلال: في الكلام حذف. أي قال اللّه تعالى: كل مال الخ .. ومعنى نحلته أعطيته. أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال. والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحام وغير ذلك. وأنها لم تصر حراما بتحريمهم. وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
[7] - حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.
[8] - فاجتالتهم: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها.
[9] - فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر، ما قبل بعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
[10] - إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق، من غير تبديل.
[11] - كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الزمان.
[12] - جاء في لسان العرب: الرتوة الخطوة ونقل عن ابن الأثير أنها الرمية بسهم. وواضح أن الرمية في الحديث بحجر، والمعنى أن معاذا يسبق العلماء سبقا ظاهرا واضحا
عن أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ:عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه قالَ: « طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ » رواه ابن ماجه ( 224 ).و صححه الألباني (2) ابن ماجة (224) وفيه قال السيوطي: سئل الشيخ النووي عنه فقال: إنه ضعيف سندا، وإن كان صحيحا معنى. وقال المزي: روي من طرق تبلغ الحسن وهو كما قال: فإني رأيت له خمسين طريقا جمعتها. وللحديث شاهد عند ابن شاهين، وقد روى أيضا بسند رجاله ثقات عن أنس- رضي اللّه عنه-، وانظر مجمع الزوائد (1/ 119، 120، وكشف الخفا (2/ 43، 44 (1665).
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة يقول: هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ » الترمذي (2322) وقال: حسن غريب. وابن ماجة (4112).قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ: 2322 و حسنه الألباني .
الحديث الثالث:
عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قَبِلَتِ الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب[1] أمسكت الماء فنفع اللّه بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان [2] لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين اللّه ونفعه ما بعثني اللّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى اللّه الّذي أرسلت به. قال أبو عبد اللّه: قال إسحاق: وكان منها طائفة قيّلت «5» الماء قاع يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي من الأرض»)(6) البخاري- الفتح 1 (79) واللفظ له ومسلم (2282).
الحديت الرابع:
عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِى مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّى جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ. قَالَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » ".
رواه الترمذي (2682) واللفظ له وعزاه في التحفة لأحمد (2/ 252، 325) من حديث أبي هريرة، والدارمي (3/ 381) النسخة الهندية ، وأبو داود (3641). وذكره الألباني في صحيح أبي داود: (2/ 694) برقم (096- 3) وقال: صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (8/ 6): إسناده حسن.
الحديث الخامس:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْنُوهُمْ قُلْتُ لِلْحَكَمِ مَا اقْنُوهُمْ قَالَ عَلِّمُوهُمْ » رواه ابن ماجه 247 و حسنه الألباني الصحيحة ( 280 ).
الحديث السادس:
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ )) رواه البخاري ( 71) و مسلم (2439) .
الحديث السابع:
عَنْ ابنِ مَسْعودِ رضيَ الله ُ عنهُ قال قالَ رسول اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلَمَ: « لا حَسَدَ إلاَّ في اثنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاه اللهُ مَالاً فسَلَّطَهُ عَلى هَلَكتِهِ في الحَقَّ ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقضِي بِها وَ يُعَلِمُّها » رواه البخاري ( 1409) و مسلم ( 1933).
الحديث الثامن:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثة: إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»رواه مسلم (1631).
الحديث التاسع:
(عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» أخرجه الحاكم (1/ 93) واللفظ له وقال الذهبي: (1/ 93) على شرطهما. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن.
الحديث العاشر:
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» رواه البخاري- الفتح 1 (100) واللفظ له. ومسلم (2673).
الحديث الحادي عشر:
عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر- أو كلمة نحوها-. وأحدّثكم حديثافاحفظوه. قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم للّه فيه حقّا. فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» الترمذي (2325) وقال: هذا حديث حسن صحيح (3021). وأصله في مسلم.
الحديث الثاني عشر:
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، دخل الخلاء فوضعت له وضوءا ، قال: «من وضع هذا؟». فأخبر. فقال: «اللّهمّ فقّهه في الدّين». وفي لفظ آخر، قال: ضمّني. وقال: «اللّهمّ علّمه الكتاب» رواه البخاري- الفتح 1 (143) والجزء الأخير في (75) واللفظ له. ومسلم (2477).
الحديث الثالث عشر:
عن سعيد بن جبير- رضي اللّه عنه- قال: قلت لابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: إنّ نوفا البكاليّ يزعم أنّ موسى- عليه السّلام- صاحب بني إسرائيل ليس هو صاحب الخضر عليه السّلام، فقال: كذب عدوّ اللّه، سمعت أبيّ بن كعب رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قام موسى عليه السّلام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل:
أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال فعتب اللّه عليه «4» إذ لم يردّ العلم إليه. فأوحى اللّه إليه أنّ عبدا من عبادي بمجمع البحرين «5» هو أعلم منك. قال موسى: أي ربّ كيف لي به؟ ... الحديث (4) البخاري- الفتح 6 (3401). ومسلم (2380) واللفظ له.
الحديث الثالث عشر:
(عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالخيف من منى فقال: «نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل للّه، والنّصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم» ابن ماجه (3056) واللفظ له، قال في الزوائد: هذا إسناد فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس وقد رواه بالعنعنة. والمتن على حاله صحيح. وسنن الترمذي رقم (2795).
الحديث الرابع عشر:
عن مالك بن الحويرث- رضي اللّه عنه- قال: أتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن شبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم ومروهم وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» رواه البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674).
الحديث الخامس عشر:
عن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- قال: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أتعلّم له كتاب يهود.
قال: « إنّي واللّه ما آمن يهود على كتاب ». قال: فما مرّ بي نصف شهر حتّى تعلّمته له. قال: « فلمّا تعلّمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم» أخرجه الترمذي (2715) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (3645). وقال الألباني في صحيح أبي داود (2/ 695): حسن صحيح.
الحديث السادس عشر:
عن العلاء بن خارجة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإنّ صلة الرّحم محبّة للأهل، مثراة للمال، ومنسأة للأجل» أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 152) واللفظ له. وقال: رواه الطبراني ورجاله قد وثقوا .. وخرجه البخاري في الأدب المفرد موقوفا على عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- انظر ملخص فضل اللّه الصمد (1/ 108، 109) برقمي (72، 73). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده لا بأس به (3/ 335). وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عند أحمد (2/ 374). والترمذي (1979) وقال: غريب. والحاكم (161) وصححه.
الحديث السابع عشر:
عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين. الرّجل تكون له الأمة فيعلّمها فيحسن تعليمها ويؤدّبها فيحسن تأديبها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الّذي كان مؤمنا ثمّ آمن بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فله أجران، والعبد الّذي يؤدّي حقّ اللّه وينصح لسيّده»رواهالبخاري- الفتح 6 (3011) واللفظ له. ومسلم (154).
الحديث الثامن عشر:
عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في الصّفّة. فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو كلّ يوم إلى بطحان [3] ، أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين [4] في غير إثم ، ولا قطع رحم ؟ » فقلنا: يا رسول اللّه نحبّ ذلك. قال:
«أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب اللّه- عزّ وجلّ- خير له من ناقتين. وثلاث خير له من ثلاث. وأربع خير له من أربع. ومنأعدادهنّ من الإبل»رواه مسلم (803).
الحديث التاسع عشر:
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: خسفت الشّمس في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ..الحديث وفيه: ثمّ قال: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا اللّه، وكبّروا، وصلّوا، وتصدّقوا. ثمّ قال: يا أمّة محمّد، واللّه ما من أحد أغير من اللّه أن يزني عبدُه أو تزني أمتُه. يا أمّة محمّد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» رواه البخاري- الفتح 2 (1044) واللفظ له، ومسلم (901).
الحديث العشرون:
عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» رواه البخاري- الفتح 9 (5027).
الحديث الواحد والعشرون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «سلوا اللّه علما نافعا، وتعوّذوا باللّه من علم لا ينفع» رواه ابن ماجة (3843) واللفظ له، وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. مجمع الزوائد (10/ 182) وعزاه للطبراني في الأوسط. وذكره الألباني في الصحيحة (4/ 16) ح (1151) وعزاه لمصنف ابن أبي شيبة والمنتخب لعبد بن حميد والفاكهي وقال: إسناده حسن.
الحديث الثاني والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «سلوني». فهابوه أن يسألوه.
فجاء رجل فجلس عند ركبتيه. فقال: يا رسول اللّه، ما الإسلام؟ قال: «لا تشرك باللّه شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان «قال: صدقت. قال يا رسول اللّه، ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ولقائه ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كلّه». قال: صدقت. قال: يا رسول اللّه، ما الإحسان؟. قال: «أن تخشى اللّه كأنّك تراه. فإنّك إن لا تكن تراه فإنّه يراك». قال: صدقت. قال: يا رسول اللّه، متى تقوم السّاعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السّائل، وسأحدّثك عن أشراطها. إذا رأيت المرأة تلد ربّها فذاك من أشراطها. وإذا رأيت الحفاة العراة الصّمّ البكم «5» [5]ملوك الأرض فذاك من أشراطها. وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس من الغيب لا يعلمهنّ إلّا اللّه». ثمّ قرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان/ 43). قال: ثمّ قام الرّجل. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ردّوه عليّ». فالتمس فلم يجدوه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هذا جبريل أراد أن تعلّموا إذ لم تسألوا» رواه البخاري- الفتح 1 (50). ومسلم (10) واللفظ له.
الحديث الثالث والعشرون:
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: صنع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا ترخّص فيه وتنزّه عنه قوم، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّقال: «ما بال أقوام يتنزّهون عن الشّيء أصنعه؟ فو اللّه إنّي أعلمهم باللّه وأشدّهم له خشية» البخاري- الفتح 13 (7301) واللفظ له. ومسلم (2356).
الحديث الرابع والعشرون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «العلم علمان: علم في القلب، فذاك العلم النّافع، وعلم على اللّسان، فذاك حجّة اللّه على ابن آدم» أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 103) واللفظ له، وقال: رواه الخطيب في تاريخه بإسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح، وانظره فيه (1/ 190/ 191)، وقد حسنه السيوطى في الجامع الصغير رقم (5717). وقال المناوي: قال المنذري: إسناده صحيح، وقال العراقي: جيد، وإعلال ابن الجوزي له وهم، وقال السمهودي: إسناده حسن، ورواه أبو نعيم والديلمي عن أنس- رضي اللّه عنه- مرفوعا، فيض القدير (4/ 39).
الحديث الخامس والعشرون:
عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم، ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا، حلال [6] ، وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم[7] . وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجْتَالتهم [8] عن دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا. وإنّ اللّه نظر إلى أهل الأرض فمقتهم [9]، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب [10]. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك . وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء [11]، تقرؤه نائما ويقظان...الحديث ... رواه مسلم (2865).
الحديث السادس والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللّهمّ انفعني بما علّمتني، وعلّمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد للّه على كلّ حال» رواه الترمذي (3599) واللفظ له، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجه (المقدمه 251، 3833 الدعاء وله شاهد من حديث أنس- رضي اللّه عنه- في الحاكم (1879، 1/ 510) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وهو كما قالا. وله طريق أخرى رواها الطبراني في الأوسط من رواية سهيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفه، كذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 181).
الحديث السابع والعشرون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان من دعاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع » النسائي (8/ 284) وقال الألباني في صحيحه: صحيح (3/ 1113)، (5053). وابن ماجة (250) واللفظ له.
الحديث الثامن والعشرون:
عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: لو استخلفت معاذ بن جبل- رضي اللّه تعالى عنه- فسألني عنه ربّي عزّ وجلّ، ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيّك صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: « إنّ العلماء إذا حضروا ربّهم- عزّ وجلّ- كان معاذ بين أيديهم رتوة [12] بحجر» أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 228). واللفظ له. وابن سعد في الطبقات (2/ 248، 3/ 590). وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 82) حديث (1091) وذكر له طرقا عديدة ثم قال: وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا شك، ولا يرتاب في ذلك من له معرفة بهذا العلم الشريف.
الحديث التاسع والعشرون:
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أصاب أحدا قطّ همّ ولا حزن فقال: اللّهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك: ماض فيّ حكمك، عدل فيّقضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك. أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي. إ أذهب اللّه همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا.
قال: فقيل: يا رسول اللّه، ألا نتعلّمها؟ فقال: «بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها»رواه أحمد في المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر (5/ 3712 و(6/ 4318) واللفظ له، وقال: إسناده صحيح. وذكره الألباني في صحيح الكلم الطيب (74) حديث (123) وقال: صحيح. ورواه ابن حبان رقم (972).
الحديث الثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من تعلّم علما ممّا يبتغى به وجهاللّه- عزّ وجلّ- لا يتعلّمه إلّا ليصيب به عرضا من الدّنيا لم يجد عرف الجنّة [13] يوم القيامة » رواه أبو داود (3664) واللفظ له والترمذي (2655) وقال: حسن غريب. وذكر المنذري، المختصر (5/ 255)- يعني لأبي داود. وأحمد (2/ 338) رقم (8238) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (16/ 193). والحاكم (1/ 85) وقال: صحيح سنده، ثقات رواته، على شرطهما ووافقه الذهبي. واقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي وقال الألباني: صحيح رقم (102).
الحديث الواحد والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يقول: «من جاء مسجدي هذا، لم يأته إلّا لخير يتعلّمه أو يعلّمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل اللّه، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرّجل ينظر إلى متاع غيره» أخرجه ابن ماجة (227) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده صحيح على شرط مسلم. وذكره الألباني في صحيح الجامع (3/ 278) رقم (6060) وقال: صحيح.
الحديث الثاني والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سئل عن علم ثمّ كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» رواه الترمذي (2649) واللفظ له، وقال: حديث حسن. وقال في التحفة: أخرجه أحمد (1/ 101) وأبو داود والنسائي، والحاكم (2/ 344، 353) وقال: صحيح وذكره في المشكاة وقال الألباني: صحيح (1/ 77). وأبو داود (3658). وابن ماجة (261). وقال الخطابي: هو في العلم الضروري. كما لو قال: علمني الإسلام والصلاة. وقد حضر وقتها وهو لا يحسنها في نوافل العلم.
الحديث الثالث والثلاثون:
عن عثمان بن عفّان- رضي اللّهعنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلّا اللّه دخل الجنّة» رواه مسلم (26).
الحديث الرابع والثلاثون:
عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أباذرّ، لأن تغدو فتعلّم[14] آية من كتاب اللّه خير لك من أن تصلّي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلّم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلّي ألف ركعة» أخرجه ابن ماجة (219). واللفظ له، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده حسن (981).
الحديث الخامس والثلاثون:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس اللّه عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسّر على معسر يسّر اللّه عليه في الدّنيا والآخرة. ومن ستر مسلما ستره اللّه في الدّنيا والآخرة.
واللّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل اللّه له به طريقا إلى الجنّة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه، يتلون كتاب اللّه، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة، وذكرهم اللّه فيمن عنده. ومن بطّأ به عمله، لم يسرع به نسبه» رواه مسلم (2699).
الحديث السادس والثلاثون:
عن أنس- رضي اللّه عنه- قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «منهومان لا يشبعان، منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع» رواه الحاكم (1/ 92) واللفظ له، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم أجد له علة ووافقه الذهبي .. والحديث في المشكاة (1/ 86) وفيه قال الألباني: هو عند ابن عدي وابن عساكر وهو صحيح.
الحديث السابع والثلاثون:
عن زيد بن أرقم- رضي اللّه عنه- قال: لا أقول لكم إلّا كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول، كان يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومنقلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» مسلم (2722).
الحديث الثامن والثلاثون:
عن أبي برزة الأسلميّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟»رواه الترمذي (2417)، وصححه الألباني.
الحديث التاسع والثلاثون:
عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السّفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنّار النّار» رواه ابن ماجة (254) واللفظ له وفي الزوائد: ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم مرفوعا وموقوفا. وهو عند الحاكم (1/ 86) وقال الحاكم والذهبي والرفع أصح.
الحديث الأربعون:
عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهم- قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» أخرجه البزار (1/ 86) حديث (143). وهو في المشكاة (1/ 82) حديث (248) وقال: رواه البيهقي. وقال الشيخ ناصر في تخريجه: رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي ونقل هناك تصحيح الإمام أحمد للحديث.
________________________________________
[1] - أجادب: هي الأرض التي لا تنبت كلأ. وهي جمع جدب على غير قياس. كما قالوا في حسن جمعه محاسن والقياس أن محاسن جمع محسن.
[2] - قيعان: جمع القاع. وهو الأرض المستوية، وقيل: التي لا نبات فيها. وهو المراد هنا.
[3] - بطحان: اسم موضع بقرب المدينة قديما، والآن شرق مسجد قباء داخل المدينة.، و العقيق: واد بالمدينة.
[4] - كوماوين: الكوماء من الإبل العظيمة السنام.
[5] - (5) الصم البكم: المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع، أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه وكأنهم عدموها.
[6] - كل مال نحلته عبدا حلال: في الكلام حذف. أي قال اللّه تعالى: كل مال الخ .. ومعنى نحلته أعطيته. أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال. والمراد إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحام وغير ذلك. وأنها لم تصر حراما بتحريمهم. وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
[7] - حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.
[8] - فاجتالتهم: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها.
[9] - فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر، ما قبل بعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
[10] - إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق، من غير تبديل.
[11] - كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الزمان.
[12] - جاء في لسان العرب: الرتوة الخطوة ونقل عن ابن الأثير أنها الرمية بسهم. وواضح أن الرمية في الحديث بحجر، والمعنى أن معاذا يسبق العلماء سبقا ظاهرا واضحا