أهم الطرق الصوفية :
الطرق الصوفية كثيرة جداً يصعب حصرها أو يستحيل([1])، لكن اذكر بعض الطرق الكبار، وغيرها يتفرع منها، والمراد الطرق التي نشأت بعد القرن السادس الهجري وما بعده، لأن الطرق التي نشأت في القرنين الثالث والرابع الهجريين قد انتهت، ولا يمكن أن تسمى طرقاً حسب التعريف الحالي للطرق، وإن كانت هي الأساس الذي قامت عليه الطرق الصوفية المتأخرة([2]).
1- الطريقة القادرية:
وهي المنسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي سنة 561هـ وهو المؤسس للطريقة القادرية فيقول: « ويجب على المبتدئ في هذه الطريقة الاعتقاد الصحيح، الذي هو الأساس فيكون على عقيدة السلف الصالح » ([3])، وقدذكر بعض البدع العملية، مثل الأوراد([4])، والسماع([5])، والتوكل الصوفي([6])، والفقر([7])، وصلوات الأيام والليالي([8]) وغير ذلك، لكن الميزة العظمى للشيخ عبد القادر الجيلاني الاعتقاد الصحيح والرد على أهل البدع، وقد ذكر الأمور السابقة ظناً منه ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما أتباع الطريقة القادرية، فقد ابتعدوا عن هذا المنهج ولم يتمسكوا في طريقتهم بالكتاب والسنة ولا بقول شيخهم، فذهبوا إلى ما ذهب إليه كثير من الصوفية من الربط بين العقائد الكلامية والتصوف([9])، كما نسبوا للشيخ كثيراً من الكرامات والأقوال التي فيها غلو كبير، والتي تصل إلى الشرك في توحيد الربوبية وفي توحيد العبادة، ونسبوا له قصائد شركية فيها دعوى الربوبية([10])، ونسبوا إليه القول بالحقيقة المحمدية([11])، ونسبوا للشيخ الورد المسمى "صلوات الكبريت الأحمر" وهو في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، و"الباز الأشهب" و"القصيدة العينية" وقد تضمنت عبارات تدل على وحدة الوجود([12])، وكذلك ورد الجلالة ودعاء الجلالة وتضمنا دعاء أسماء أعجمية يظهر أنها أسماء جن، والسؤال بحقها، وعبارات تدل على وحدة الوجود([13])، وصرح عبدالغني النابلسي من القادرية بوحدة الوجود وملأ بها كتبه([14]).
فهذه الأقوال المخالفة للكتاب والسنة قال بها القادرية ممن ينتسبون إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني، والقادرية لها فروع في اليمن والصومال ومصر والهند والمغرب والسودان الغربي منها : اليافعية، والنابلسية، والرومية، والعروسية([15]).
==============
([1]) انظر: الكشف عن حقيقة الصوفية ص374 ، والموسوعة الصوفية ص364-369 .
([2]) انظر: تأريخ التصوف في الإسلام ص649-650 ، والطرق الصوفية في مصر ص60.
([3]) الغنية جـ2/563 .
([4]) انظر: الشيخ عبد القادر الجيلاني وأروؤه الاعتقادية والصوفية د. سعيد بن مسفر القحطاني ص644-655 ، ط/ الأولى 1418هـ ولم يذكر الناشر .
([5]) انظر: الغنية جـ2/590-593 .
([6]) انظر: نفس المرجع جـ2/605 ، والشيخ عبد القادر ص613-617 .
([7]) انظر: نفس المرجع جـ2/578-581 .
([8]) انظر: نفس المرجع جـ2/526-533 .
([9]) انظر: الفلسفة الصوفية د. عبد القادر محمود ص283 ، ونشأة الفلسفة الصوفية وتطورها ص16-18, والتصوف بين الحق والخلق ص15-16 .
([10]) انظر: القصيدة العينية الملحقة بفتوح الغيب للشيخ عبدالقادر جمع محمد سالم أيوب ص166- 171، والقصيدة الغوثية ( الخمرية) ص195-198 ، ودمعة على التوحيد (مجموعة مقالات) دمعة على الإسلام للمنفلوطي ص211، والشيخ عبد القادر الجيلاني ص578-586.
([11]) انظر: القصيدة العينية الملحقة بفتوح الغيب ص 155، والشيخ عبد القادر ص300-302 ، وانظر: الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى عرض ومناقشة تأليف/ عبد الله أعياش جـ1/57-60 رسالة ماجستير في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
([12]) انظر: الباز الأشهب ص 126، والقصيدة العينيةص 144 ، كلاهما ملحق بفتوح الغيب، والشيخ عبد القادر الجيلاني ص652-653 .
([13]) انظر: انظر: ورد الجلالة ص 178، ودعاء الجلالة ص179 ، ملحقان بكتاب الطرق الصوفية في مصر د. عامر.
([14]) انظر: رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة الألحان شرح رسالة أرسلان ص109 ، 132-137 ، 366 - 367 .
([15]) انظر: الموسوعة الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي ص269 .
منقول للفائدة
الطرق الصوفية كثيرة جداً يصعب حصرها أو يستحيل([1])، لكن اذكر بعض الطرق الكبار، وغيرها يتفرع منها، والمراد الطرق التي نشأت بعد القرن السادس الهجري وما بعده، لأن الطرق التي نشأت في القرنين الثالث والرابع الهجريين قد انتهت، ولا يمكن أن تسمى طرقاً حسب التعريف الحالي للطرق، وإن كانت هي الأساس الذي قامت عليه الطرق الصوفية المتأخرة([2]).
1- الطريقة القادرية:
وهي المنسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي سنة 561هـ وهو المؤسس للطريقة القادرية فيقول: « ويجب على المبتدئ في هذه الطريقة الاعتقاد الصحيح، الذي هو الأساس فيكون على عقيدة السلف الصالح » ([3])، وقدذكر بعض البدع العملية، مثل الأوراد([4])، والسماع([5])، والتوكل الصوفي([6])، والفقر([7])، وصلوات الأيام والليالي([8]) وغير ذلك، لكن الميزة العظمى للشيخ عبد القادر الجيلاني الاعتقاد الصحيح والرد على أهل البدع، وقد ذكر الأمور السابقة ظناً منه ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما أتباع الطريقة القادرية، فقد ابتعدوا عن هذا المنهج ولم يتمسكوا في طريقتهم بالكتاب والسنة ولا بقول شيخهم، فذهبوا إلى ما ذهب إليه كثير من الصوفية من الربط بين العقائد الكلامية والتصوف([9])، كما نسبوا للشيخ كثيراً من الكرامات والأقوال التي فيها غلو كبير، والتي تصل إلى الشرك في توحيد الربوبية وفي توحيد العبادة، ونسبوا له قصائد شركية فيها دعوى الربوبية([10])، ونسبوا إليه القول بالحقيقة المحمدية([11])، ونسبوا للشيخ الورد المسمى "صلوات الكبريت الأحمر" وهو في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، و"الباز الأشهب" و"القصيدة العينية" وقد تضمنت عبارات تدل على وحدة الوجود([12])، وكذلك ورد الجلالة ودعاء الجلالة وتضمنا دعاء أسماء أعجمية يظهر أنها أسماء جن، والسؤال بحقها، وعبارات تدل على وحدة الوجود([13])، وصرح عبدالغني النابلسي من القادرية بوحدة الوجود وملأ بها كتبه([14]).
فهذه الأقوال المخالفة للكتاب والسنة قال بها القادرية ممن ينتسبون إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني، والقادرية لها فروع في اليمن والصومال ومصر والهند والمغرب والسودان الغربي منها : اليافعية، والنابلسية، والرومية، والعروسية([15]).
==============
([1]) انظر: الكشف عن حقيقة الصوفية ص374 ، والموسوعة الصوفية ص364-369 .
([2]) انظر: تأريخ التصوف في الإسلام ص649-650 ، والطرق الصوفية في مصر ص60.
([3]) الغنية جـ2/563 .
([4]) انظر: الشيخ عبد القادر الجيلاني وأروؤه الاعتقادية والصوفية د. سعيد بن مسفر القحطاني ص644-655 ، ط/ الأولى 1418هـ ولم يذكر الناشر .
([5]) انظر: الغنية جـ2/590-593 .
([6]) انظر: نفس المرجع جـ2/605 ، والشيخ عبد القادر ص613-617 .
([7]) انظر: نفس المرجع جـ2/578-581 .
([8]) انظر: نفس المرجع جـ2/526-533 .
([9]) انظر: الفلسفة الصوفية د. عبد القادر محمود ص283 ، ونشأة الفلسفة الصوفية وتطورها ص16-18, والتصوف بين الحق والخلق ص15-16 .
([10]) انظر: القصيدة العينية الملحقة بفتوح الغيب للشيخ عبدالقادر جمع محمد سالم أيوب ص166- 171، والقصيدة الغوثية ( الخمرية) ص195-198 ، ودمعة على التوحيد (مجموعة مقالات) دمعة على الإسلام للمنفلوطي ص211، والشيخ عبد القادر الجيلاني ص578-586.
([11]) انظر: القصيدة العينية الملحقة بفتوح الغيب ص 155، والشيخ عبد القادر ص300-302 ، وانظر: الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى عرض ومناقشة تأليف/ عبد الله أعياش جـ1/57-60 رسالة ماجستير في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
([12]) انظر: الباز الأشهب ص 126، والقصيدة العينيةص 144 ، كلاهما ملحق بفتوح الغيب، والشيخ عبد القادر الجيلاني ص652-653 .
([13]) انظر: انظر: ورد الجلالة ص 178، ودعاء الجلالة ص179 ، ملحقان بكتاب الطرق الصوفية في مصر د. عامر.
([14]) انظر: رسالة التوحيد خمرة الحان ورنة الألحان شرح رسالة أرسلان ص109 ، 132-137 ، 366 - 367 .
([15]) انظر: الموسوعة الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي ص269 .
منقول للفائدة